كتبها عمرو أبوبكر محمود
نشرت جريدة الشروق اليومية خبر تحت عنوان "إحذر : كاميرات إليكترونية في إشارات المرور" والذي جاء فيه :-"كشف مصدر أمني بوزارة الداخلية النقاب عن وجود خطة لتركيب كاميرات مراقبة إليكترونية في كل الإشارات المرورية لمراقبة السيارات المخالفة وإرسال أرقامها فوراً لإدارة المرور التابعة لها.وقال المصدر إن الإدارة العامة للمرور بدأت بالفعل في تركيب العديد من الكاميرات الإليكترونية في العديد من شوارع القاهرة ، كما تم تركيب إشارات مشابهة في بعض عواصم المحافظات. وأشارالمصدر إلى أن وزارة الداخلية تدرس التجربة حالياً قبل أن تعممها على جميع الإشارات على مستوى الجمهورية."
وجدت في نفسي بعد قراءتي للخبر رغبة شديدة في الضحك, رغبة ممزوجة بالغضب.
فهل ستُحل المشاكل المرورية التي تملئ شوارع القاهرة بمثل هذه الخطط التي تتهرب من المشكلة الأساسية بحلول لن تجدي نفعاً مع ما نقابله يومياً من مشاكل مرورية ناتجة عن حالة فوضى يحيا فيها شعب كامل!!؟
والسؤال الآن كم من إشارات المرور الضوئية المنصوبة بشوارع القاهرة تعمل بالفعل ؟ بل كم إشارة ضوئية تعمل يتم العمل بها أو احترامها من قبل سائقي السيارات أو عساكر المرور على السواء؟
فالإشارات الضوئية واحترامها واحدة من وسائل الضبط المروري بشوارع القاهرة التي تعاني من مشاكل, بالتأكيد لن تحل بكاميرات المراقبة, فما بالك بالمخالفات المرورية الأخرى التي ترتكب في شوارع القاهرة؟ !
خرج علينا السادة المسئولين بقانون المرور الجديد على أنه العصا السحرية التي ستعالج آثار سنين من الفوضى المرورية التي عاشت فيها القاهرة . وطُبق القانون والمشاكل بقت كما هي, بل زادت وتستمر في الزيادة.فهي حلول ولكنها ليست الحلول المناسبة لما وصلت إليه شوارع القاهرة.
وها هي الحلول السحرية تنهال على الشعب المصري -أكبر حقل للتجارب في تاريخ شعوب الأرض- , والسؤال كم من أموال هذا الشعب ستظل تنفق على مثل هذه الخطط التي تترك جذور المشكلة وتذهب للفروع؟
لا أجد أي ضيق في الإنفاق على المشروعات والخطط التي تقدم لهذا الشعب الحلول الحقيقية لما يعيش فيه من فوضى, ولكني أشعر بضيق كبير عند إنفاق الأموال على مسكنات يختفي مفعولها قبل أن يظهر.
فخطة تركيب كاميرات مراقبة بالإشارات المرورية مثلها كمثل أغلبية خطط التطوير في مصر, ما هي إلا دعاية خارجية تترك المضمون بنفس مشاكله وتذهب للإطار الخارجي حتى يقال " أصبح بمصر كاميرات مراقبة بالشوارع والميادين - الحكومة مش نايمة - ولكن هل ستحل هذه الكاميرات ما نحياه يومياً في شوارع القاهرة من فوضى و "حرقة دم" ؟!
شاركني برأيك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق