أعمال القراء الأدبية
سيدي الرئيس
قصة قصيرة
حلق الصمت فوق رؤوس الجميع
بعد مناقشات طويلة سادت الاجتماع الاخير
بعد سلسلة اجتماعات لهيئة الامن القومى وظهر التوتر و
الوجوم على وجوه الحضور من كبار رجال الدولة بعد ان
انتهى مستشار الامن القومى من كلمته فى ختام الجلسة
ومرت ثوان كأنها الدهر قبل ان يتحدث رئيس
الوزراء موجها خطابه اليى قائلا....
سيدى الرئيس ....
يبدو ان الامر يحتاج من
سيادتكم التصديق على قرار الحرب .....
اعتصرت قلبى قبضة باردة على اثر كلمة رئيس
الوزراء كانت اعلم ان اجتماع مجلس الامن القومى سيسفر فى
النهاية عن اعلان الحرب .كل الشواهد كانت تؤكد ذلك ....فشلت كل
الجهود الدبلوماسية فى وزارة الخارجية لاحتواء الازمة .... كما اكد جهاز
الاستخبارات ان العدو يقوم منذ فترة بحشد كل قواه الاقتصادية و الاجتماعية و
العسكرية لشن عمليات عسكرية تعتزم استقطاع جزء من ارض الوطن و استغلال ثرواته
.....و لكن من سيسمح له بهذ ا ؟ كنت عاهدت الله و شعبى منذ ان تبؤأت المنصب الرفيع
على ان اعمل على رفاهية الوطن و سلامة اراضيه و رفعة ابناءه و العيش بسلام و لكن
هاهى الحرب تطل بوجها القبيح ......خلفيتى العسكرية تعرض الاف الصور فى عقلى
تحوى كلها مشاهد قتل و تدمير و دماء مدن بأكملها تتهدم، تشريد الاف الاسر...و
تتراص ايضا فى مخيلتى خسائر بارقام فلكية و منحنيات بيانية فى اتجاه الهبوط ...
هل اصدر قرار بفتح باب الجحيم ....اأحنث بيمينى و تعهداتى لشعبى
الذذى طالما سهرت على خدمته .....واذا لم افعل هل اترك البلاد نهبا للاعداء يرتعون
فيها كيفما شاءوا ...الامر كله بيدى الان .... ولا بد مما ليس له بدو ساعرض الامر
على نواب الشعب كما تتقتضى الاعراف الدستورية . لقد قضيت زمنا احاول ان امضى
بالديموقراطية قدما ......حتى قيل انى حاميها الاول .... ولم يعد لعهد حكم الفرد
وجود ...فلتساعدنى الديموقراطية اذن .كما محوت من على وجهها التراب .....من
اثر عهود طويلة من القهر و التسلط .
عدت الى جو القاعة بعد ان استغرقنى التفكير فى
الامر بضعة لحظات وو جدت و جوه الحضور مابين
الوجوم و الحيرة فى انتظار القرار ....
انتشلت شخصية الرئيس من براثن التردد وبدا صوتى حماسيا
و صارما ...ورددت على مسامع الحضور
فليكن يا رجال الامة فلنعلنها حربا للدفاع عن شرفنا و
مقداساتنا و لكن لابد من موافقة نواب الشعب اولا و هم
كما تعلمون لن يخذلونا بل سيمنحونا دفعة اعظم و اكبر لجنى ما
ننشده من نصر
السادة نواب
الشعب ....
بعد ايضاح كافة جوانب الازمة التى تعانيها البلاد
و الخطر الداهم الذى يتهددها ارجو منكم ان تعطونى
تفويضكم الذى هو تفويض الشعب كله ....فى ان نتخذ ما نراه مناسبا
و فقا لمجريات الاحداث و تأكدوا يا من تنوبون عن كل
مواطن فى بلدنا العزيز اننا سنبذل اقصى ما فى وسعنا لتخطى الظرف الراهن بما يحقق
طموحات الشعب الذى التزمنا ان نسهر عليه و نجسد اماله و الله الموفق .....
كان هذا الجزء الاخير من خطابى امام
ممثلى الامة والذى حضرته بكامل الزى العسكرى فى
اشارة واضحة لصلابة موقف القيادة الرسمية لاخذ
التفويض اللازم لادارة الازمة اثناء الحرب و اعلاءا لقيم
الديموقراطية و اخيرا لمعرفة راى ممثلى الشعب
و شحذا للهمم و حشدا للجهود التى من غيرها ربما يحدث مالا
يحدث عقباه ....و لكن حدث ما كنت اتوقعه و اكثر
فما ان انتهيت من خطابى فى القاعة الرئيسة لمجلس النواب
و الا و قد ارتجت القاعة من التصفيق و عبارات
التشجيع و الحماس من كل الحضور و الاكثر من ذلك
انه على غير المعتاد فى البرلمان اصطف السادة النواب وا
نشدوا فى صوت واحد النشيد الوطنى بل و طفرت الدموع من عيون البعض
و اعلن البعض انه مع عزة الوطن وضد الذل
و العار و ان الشعب سيتحمل اى شىء فداء
للوطن و لكنه لن يحتمل ان ينال من الاعداء من شبر من
تراب الوطن ....حتى المصورين الذين كانوا ينقلون و قائع
الجلسة نسوا الاعراف الدبلوماسية واحتضنوا بعضهم
البعض و كذللك فعل العاملين فى المجلس نفسه و هكذا
اكتمل ايضا تأمين الجبهة الداخلية و لا يبقى
لدينا سوى عدونا الخارجى ...
بعد موافقة مجلس الامة اعلنت حالة الطوارىء داخل
الدولة و لكن بشكل سرى لا يلفت انتباه جواسيس
العدو وتم تدعيم مراكز الدفاع الشعبى بالاضافة لتكوين
معسكرات تدريب للمتطوعين من ابناء الوطن فى
حال ما اذا ظهرت الحاجة الى جهودهم اما عن
الوضع العسكرى التكتيكى تجمع خبراء رئاسة
الاركان و مسؤلو هيئة العمليات لادارة خطط المعركة فى
مكان و احد تابع للجيش فى العاصمة .
**************
التف الجميع من كبار قادة الافرع الرئيسية للجيش و مساعديهم
ورؤساء الاركان مركزين اقصى انتباههم على احدى الخرائط الضخمة
التى تملىء مساحة حائط كامل داخل حجرة العمليات الرئيسية
للجيش و التى تقع فى مقر سرى تحت الارض منتبهين
الى شرح احد القادة يصف فيه و ضع قواتنا
على الحدود ووضع حشود العدو على الناحية الاخرى منها
منوها عن اماكن توزيع الاسلحة و اماكن الصواريخ
و المطارات و عدد اسراب الطيران الموجودة فى
كلا الجانبين بأختصار كان يتحدث عن
وضع حرب باتت وشيكة بعد اسنفاذ كل
الطرق الدبلوماسية لمنع نشوب الحرب .....بعد انتهاء ضابط
الاركان من طرح الامر من كافة جوانبه العسكرية
و على كل المستويات الاستراتيجية . تحدث السيد رئيس
الاركان الى الحضور و موجها ناظريه الىى بأعتبارى القائد
الاعلى للقوات المسلحة ان القادة العسكريون اتفقوا على ان القرار
الواجب اتخاذه لا يعدو ان ان يكون احد امرين بما ان
الحرب غدت امر واقعا ....فلا مناص ان
نختار بين احد امرين الاول ان تقوم قواتنا بضربة
استباقية لدرء دخول العدو الى عمق البلاد و لجعل
الداءرة تدور عليه داخل مجاله الحيوى و لكن هذا
الامر سيحتاج الى زيادة القوات المهاجمة الى ثلالثة
اضعاف كذلك الامر سيضعف فرص الدبلوماسية
بعد الحرب على اعتبار اننا الطرف البادى
...اما الامر الثانى ان ننتظر ان يقوم العدو بضربته الاولى
التى غالبا ما ستكون ضربة جوية و صاروخية فى ان واحد
و لكن علينا حينئذ ان نتحمل الضربة مما قد تكبدنا
من خسارة فى القوات و البنية التحتية و المعدات و ممكن
ان تطال ايضا الجبهة الداخلية من افراد و مدن اعنى اننا
سنتكبد خسائر فادحة قبل ان نقوم بأمتصاص الضربة و الرد
و من بعد ه نمسك بزمام الامر و نسحق قوات العدو ....سيدى
الرئيس الامر بين يديك لا تخاذ القراربموجب السلطات
الممنوحة لسيادتك دستوريا و بموجب تفويض نواب الشعب ..
اعتدلت فى جلستى قبل ان اجيب بأهتمام بالغ
ما الوقت المتاح لنا لاتخاذ
مثل هذا القرار ؟
سيدى الرئيس ....
سيادتك تعلم ان الحروب دائما تبدأ مع اول ضوء او
اخر ضوء وو فقا للتقارير المقدمة من جهاز
الاستخبارات التى اعتمدت على اراء و رسائل من
عملاء لنا فى ارض العدو فأن العدو بصدد شن
هجمات خلال ساعات نخلص من هذه المعلومات ان الضربة الاولى
ستكون فى نهاية اليوم مع اخر ضوء او فجر الغد
على اقصى تقدير و كما تعلم ان باقى فقط ثلاث
ساعات على غروب شمس اليوم ....
رددت بسرعة ....عد اجتماعا مصغرا لهيئة العمليات
فورا
فى غضون دقائق معدودة كنت متواجدا فى غرفة
على اتم ما يكون التجهيز من معدات تكنولوجية
فاتقة التقدم من ادوات اتصال و
تحليل و مضت ساعة من امناقشلات بينى وبين القادة بل ان يدخل
احد الضباط مسرعا دونما حتى استئذان ليعلن نشوب
الحرب ..
سيدى الرئيس .....تم قصف عدة موانى بالاضافة
انه يتم الان قصف المطارات الحربية ... و لكن
ابطال الطيران و الدفاع الجوى و يقومون بعملهم
على اكمل و جه و يتم اعداد بيان رسمى بالأمر سيعرض
على سيادتك حالا ....
اعطيت اوامراى على الفور لقادة الافرع ان يتخذوا
الازم وفقا للخطط الموضوعة مسبقا ..كما
اجريت عدة مهاتفات لرئيس الوزراء للحفاظ
على الوضع داخليا مع اوامر اخرى لنشيط العمل الدبلوماسى
فى العالم الخارجى لكشف مخططات العدو و ادانته على كافة
الاصعدة ......
و على مدار خمسة عشر يوما تأرجح الوضع بين مرارة
الهزيمة و لذة الانتصار فى البداية
كان العدو يمتلك زمام المبادرة مما اربك صفوفنا
و استمر هذا الوضع لعدة ايام قبل ان نمتص الصدمة
و نستعيد الثقة بفضل بسالة الجنود
و حسن ادارة المعارك الى جانب "
القيادة الحكيمة " و ثبات الجبهة الداخلية فى نهاية الامر
بعد معارك على كافة الجبهات يشيب
لها الولدان طلب العدو و قف اطلاق النار
....كان هذا الطلب انتصارا لنا فى حد ذاته و
لكن ايمانى منى بعدالة القضية وقوة موقف قواتنا المسلحة
طالبت جيشى و جنودى بالاستمرار حتى الانداحار التام للعدو و بالفعل منتشيا بحلاوة
النصر سدد جيشنا للعدو ضربات قاسمة على مدار عدة ايام انهارت دفاعته بعدها
تماما حتى ان معظم جيش العدو سقط بين اسير و جريح او قتيل و بدلا من ندافع عن
حدودنا بتنا نقاتل عل ارض العدو نفسه ....حتى انهار قادته و طالبوا دولا كبرى
لدفعنا الى قبول وقف لاطلاق النار غير مشروط و هكذا تحقق لنا نصرا كبيرا و مؤزرا
...
بالطبع كان الشعب يتابع و قائع لمعركة لحظة
بلحظة و ما تم الاعلان عن موافقتنا على قبول اطلاق و قف اطلاق
النار حتى نزلت حشود الشعب الى الشوارع فى فرحة لا توصف بعد ايام من الجحيم مرت
على افراد الشعب كتمت فيها الانفاس و تعالت دقات القلوب حتى صارت اقوى من
دانات المدافع . فحق لكن مواطن ان يفرح بالانتصار فازدانت الشوارع بزينة الافراح و
انارت الالعاب النارية سماء الميادين الر ئيسية و ملئت الاغانى الحماسية الاسماع و
الابصار و كان لازاما عليى باعتبارى رئيس الجمهورية و القائد الاعلى
للقوات المسلحة ان اخاطب الشعب من بيته ..مجلس الامة ..لذا فقد اعلن
التليفزيون الرسمى بأن السيد ( خالد عبد الرحمن ) رئيس الجمهورية
سيلقى خطاب النصر من داخل البرلمان و فى اليوم المعلوم اصطفت الجماهير
على جوانب الطرق المؤدية الى مجلس الامة لتحية الموكب كما رفعت ايضا لافتات
للترحيب برئيس الجمهورية و القادة العسكرييين و من اجل ذلك صممت بزة عسكرية
خصيصا لهذا اليوم و ارتديت عليها و شاح العدل و امسكت عصا المارشالية فى يمينى
احيى بها الجموع يمنا و يسارا و ......
خالد ...لماذا تلوح بالممسحة يمينا و يسارا هكذا ؟
اخترق الهتاف بأسمى اذنى و عقلى كصاروخ موجه
التففت الى مصدر محاولا التبريرقائلا بصوت مرتعش
سسسس سيدى اا
لم اكن اكن الوح به و ..كنننننت اقوووووم بعمللى
فقط
قاطعنى الصوت هادرا الذى لم يكن الا صوت صاحب المطعم الذى اعمل
فيه
لا تحاول الكذب فانا اتباعك منذ اكثر من
عشر دقائق تارة تعبس و تارة تبتسم و تخاطب اشخاصا ليس له وجود الا فى عقلك
المريض كما انها ليست المرة الاولى التى اراك فيها هكذه كل مرة مرة كنت
احاول ان اكذب عيناى و لكنى تأكدت الان لماذا يشكو رواد المطعم من قذارة المكان
لانك ببساطة شارد طيلة النهار !!!!!اعتبر كلامى معك الان هو انذارى الاول و الا
خير والا فلتبحث لنفسك عن عملا اخر .
قال جملته الاخيرة بوجه شيطان و انطلق
يلقى باللعنات على شخصى.
. فليقل ما يشاء
فلن اكون بحاجة الى العمل
لديك مرة اخرى و غدا سأصبح من اكبر تجار العصر
العباسى .. او تاجر حرير صينى .
أحمد كامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق